«الموضة» والميزانية.. تحددان وجهة العيد

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الموضة» والميزانية.. تحددان وجهة العيد, اليوم الخميس 11 أبريل 2024 08:20 مساءً

«الموضة» والميزانية.. تحددان وجهة العيد

نشر في الرياض يوم 11 - 04 - 2024

2069680
رغم الزخم الهائل من الاحتفالات والفعاليات التي تمتلئ بها أجندة هيئة الترفيه في عيد الفطر المبارك، إلا أن هناك العديد من المواطنين حجزوا مقاعدهم على رحلات إلى خارج المملكة لقضاء إجازة العيد في الخارج، حيث سجلت العديد من الدول العربية والخليجية وجهة محببة للسياح السعوديين.
كشف أحد المواقع الإلكترونية لسوق السفر الإلكتروني الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن السعوديين يفضلون السفر خلال إجازة عيد الفطر المبارك إلى الوجهات القريبة، الأكثر ملاءمة، وسهلة الوصول، التي توفر تجارب مميزة تناسب جميع المسافرين وكافة الميزانيات، مشيرة إلى أن القاهرة تصدرت تلك الوجهات، تلتها مدينة إسطنبول التركية.
وأظهرت البيانات حول رحلات الطيران والفنادق التي قام بها المسافرون السعوديون عبر منصتها وتطبيقها خلال عيد الفطر العام الماضي 2023، أن أغلب المسافرين من المملكة يخططون للسفر في وقت مبكر، حيث يميلون إلى حجز رحلاتهم قبل 46 يومًا من وقت السفر، مبينة أن نصف المسافرين يفضلون الإقامة في فنادق فئة خمس نجوم.
ووفق البيانات، فقد شهدت الوجهات القريبة من المملكة، مثل: مصر، وتركيا، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، وعمان، إقبالًا كبيرًا من قبل المسافرين السعوديين خلال إجازة عيد الفطر، حيث تتميز هذه الوجهات بسهولة الوصول إليها جميعًا في غضون رحلة مدتها 4 ساعات من مدينتي الرياض وجدة، مما يجعلها مثالية للباحثين عن راحة سريعة واستجمام خلال الإجازة.
ترى السيدة أمل الخليفي -ربة منزل- أن المحافظة على العادات في العيد ضرورة، حيث تحرص على الوجود في أول يوم العيد المبارك لتبادل التهاني والتبريكات للأقارب والأرحام، ومن بعد يوم العيد تسافر لوجهة سياحية محددة مسبقاً، وعن وجهتها المقبلة تقول الخليفي: "حجزنا ثالث أيام العيد لإسطنبول وهي الوجهة المحببة لي ولجميع أفراد أسرتي، فحرارة الجو عموماً في أيام العيد هي السبب وراء اختيارنا هذه الوجهة لذا قررنا السفر لخارج المملكة".
عادات جديدة
وتؤكد نجوى الهندي -معلمة- أن السفر للخارج وخصوصًا في مناسبة الأعياد يعد من العادات الدخيلة على مجتمعنا، وقد يعود لأسباب متعددة منها تغيير الجو وإجازة الدراسة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، ولا نغفل جانب التقليد الأعمى من البعض على اعتبار أن السفر للخارج يعتبر من مظاهر الترف والرفاهية الاجتماعية. وتضيف: "فرحة العيد وسط الأقارب والأهل لا تعادلها أي فرحة ويتطابق مع قيمته الدينية والاجتماعية لكونه أحد مظاهر صلة الرحم والتواصل بين الأقارب، ولا أرى مانعًا من السفر والاستمتاع بالإجازة عقب انقضاء أيام العيد.
قيمة العيد
في أول يوم العيد تقضي أسرة أم مهند الغامدي الوقت في تبادل التهاني بعيد الفطر السعيد ثم تودعهم ثاني يوم لقضاء أمتع الأوقات خارج حدود الوطن، مضيفةً: "هذه المرة الأولى التي نخطط فيها لقضاء إجازة العيد خارج الوطن، فكل سنة نقضي العيد بين الأهل والأقارب، لكن من باب التجديد قررنا أنا وأسرتي السفر إلى القاهرة هذا العام، خاصة أن للعيد في الخارج مذاقاً ونكهة خاصة من تجربتي الأولى، فالأجواء هناك منعشة تبعث الراحة في النفس، وفي كل مكان نجد الفعاليات المتنوعة".
وتؤكد أم مهند أن العيد في الماضي له رونق وطعم مختلف عن الآن، وتضيف: "كنا نشعر بقيمة العيد، حيث ينتهي الرجال من أداء الصلاة ليتبادلوا التهاني والتبريكات بهذه المناسبة ويعطوا الصغار العيدية، أما الحال اليوم فقد اختلف العيد تماماً مثلما اختلفت طبائع الناس كثيراً، فأصبح اليوم الأول هو للتزاور والتجمع بين الأقارب وتبادل التهاني، وثاني يوم ينام الناس حتى أذان الظهر، وفي الفترة المسائية يبدأ التجول في المراكز التجارية التي تكتظ بالكثير من الناس، لذلك من باب التغيير قررنا هذا العام السفر في العيد إلى خارج الوطن لنستمتع بالأجواء الجميلة مع أبنائي".
تقاليد منسية
وتوضح هديل الناصر -مدربة تنمية بشرية- أن الكيان الأسري هو المنبع الأول للثقافة وهو اللبنة الأولى التي يستقي منها الطفل ثقافته، ويتضح في السنوات الأخيرة بأنه لم يعد يكترث العديد من الناس بأهمية يوم العيد وإحيائه بالتقاليد والعادات القديمة كالحرص على التزاور والتجمع وتبادل التهاني والتبريكات وتناول الطعام والحلوى معاً، وعلى الجانب الآخر هناك العديد ممن يعشق التباهي والتقليد حتى يصل لدرجة إرهاق كاهله بالديون على حساب أنفسهم وثقافتهم فيلجأ إلى الاقتراض من أجل السفر إلى الخارج لقضاء إجازة العيد، أوجّه كلامي لتلك العينة من الناس بأن يتركوا التباهي والتفاخر جانباً وأن يحرصوا على إحياء الشعائر الإسلامية في هذا اليوم وسط تجمع الأقارب والجيران، وبإمكان هذه الأسر السفر في الأيام التي تعقب العيد".
ظواهر جديدة
وأكدت هتون العيد -أخصائية اجتماعية- أن المجتمع يشهد تغييرات اجتماعية كبيرة بسبب تسارع وتيرة المستجدات العالمية والعربية التي لا بد أن تؤثر على الظواهر الأسرية والاجتماعية في المملكة، فظهرت على السطح العديد من المظاهر الإيجابية والسلبية ومن هذه الظواهر السفر في الأعياد على اعتبار أنها موضة وظاهرة بدأت تتفاقم محلياً.
وتضيف: "من المؤكد أن التقليد والمحاكاة عند بعض الأسر أضاع لديهم الأولويات في حياتهم فتقدم بند السفر للخارج على جميع البنود الأخرى للإنفاق الأسري، مما جعل الوضع يختل بباقي المصروفات والنفقات ولكنهم مع ذلك يحرصون على السفر للخارج أسوة بغيرهم من الأسر في العائلة، ولا ننسى في هذا المقام ثورة الاتصال الرقمي في معظم دول العالم ودورها في نشر الثقافات المختلفة". وتؤكد العيد أن أي ظاهرة سلبية لا بد أن تقابلها العديد من البرامج التوعوية لتزيد من توعية وتنوير الأسر في التوعية والتوازن في السلوك الأسري، كما تقع المؤسسات الدينية كخطب الجمعة التي عليها مسؤولية غرس القيم والوعي الأسري.




0 تعليق