توابع الهجمات المتبادلة.. بين إسرائيل وإيران..!!

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
توابع الهجمات المتبادلة.. بين إسرائيل وإيران..!!, اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 05:43 مساءً

لم يكن الهجوم الإيراني علي إسرائيل مجرد حدث محلي أو إقليمي. بل حدث واحد متعدد الجنسيات. وفي عصر الحرب العالمية حيث تقف الولايات المتحدة في جانب بينما تقف روسيا والصين في الجانب الآخر. فإن الرد الإسرائيلي يعكس التزام أمريكا كزعيم للعالم الغربي. كما يحدد الضمانات الغربية تجاه أي دولة تعتبر نفسها جزءا مما يسمي بالعالم الحر. وربما كان ذلك ما حدا بواشنطن لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد منح الدولة الفلسطينية العضوية الكاملة بالأمم المتحدة. وقد فعلت الولايات المتحدة ذلك. حتي لا يتصور أحد أن الفلسطينيين حققوا مكاسب نتيجة لهجوم السابع من أكتوبر أو يظن الإيرانيون أن هجومهم علي إسرائيل جاء بنتيجة.

وإذا أردنا الإنصاف. فإن الضربتين المتبادلتين بين إيران وإسرائيل لم تكونا لتقعا لولا أن بادرت إسرائيل بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق. وفي العرف السياسي والدبلوماسي. تعد مقار السفارات والقنصليات من أراضي الدولة المالكة لها. لكن عزرا. شأنه شأن الكتاب الصهاينة. لم يتعرض من قريب أو بعيد للعدوان الإسرائيلي علي القنصلية الإيرانية في دمشق. رغم أن هذا العدوان كان السبب فيما حدث أو قد يحدث مستقبلاً.

  التوازن الصحيح  

وبعد ضرب القنصلية الإيرانية حذر الرئيس بايدن الإيرانيين من مهاجمة إسرائيل حيث أعلن "لا تفعلوا ذلك". لكنهم هاجموها. وقد تتصاعد الأحداث إلي حد الفوضي وإجبار لاعبين آخرين علي التواجد في الساحة. ويقول عزرا. إن رد الفعل المنضبط علي الهجوم الإيراني. في عالم قامت فيه روسيا بغزو أوكرانيا. قد يكون خطوة أبعد مما ينبغي. وبالتالي فمن المهم إيجاد التوازن الصحيح لردع مصادر الفوضي المحتملة.
يضاف لما سبق. أن إيران عرّضت أهم استثمارين لديها للخطر: الحرس الثوري الإسلامي والبرنامج النووي.
الأول هو مشروع نشط مستمر. لا يجسد فقط عنصرًا أساسيًا في الحمض النووي الإيراني. بل يجسد أيضًا "ما يراه الغرب" أهم جماعة إرهابية في العالم. أما الثاني فهو طموح إيراني أصبح قريباً جداً من التحقق. وقد تمكنت إسرائيل. التي فقدت أجزاء كبيرة من شرعيتها الدولية بسبب الحرب المستمرة في غزة. من استخدام زخم الدعم الدولي لتصنيف الحرس الثوري الإسلامي دبلوماسياً وقانونياً علي أنه جماعة إرهابية. كما يمكن أن يشجع التحالف الذي تقوده واشنطن علي وضع خطة مشتركة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني قبل اكتماله مباشرة. باعتبار أن إيران النووية تشكل تهديداً "للعالم الحر".
عندما أصبحت تفاصيل الانتقام الإيراني ونجاح إسرائيل وحلفائها في مواجهته واضحة. ثم قيام إسرائيل بالرد. أعرب معظم صناع السياسات والمراقبين عن تفاؤل حذر بإمكانية تجنب المزيد من التصعيد. ومن الممكن أن يستمر التصعيد. مما قد يؤدي إلي انفجار حرب موسعة تجتذب الولايات المتحدة وتشعل منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
لسنوات. سعت إيران إلي محاربة إسرائيل من خلال تشكيل ما يسميه الاستراتيجيون الإسرائيليون "حزام النار" حول البلاد. فعلت طهران ذلك بتوفير الأسلحة والتمويل لما تسميه "محور المقاومة". الذي يشمل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني ومسلحين في الضفة الغربية. ويشمل أيضًا سوريا والحوثيين في اليمن والمنظمات شبه العسكرية في العراق. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي. ساعد هؤلاء الشركاء عمليات إيران ضد إسرائيل. كما واصلت طهران برنامجًا نوويًا - أصبح الآن أقرب من أي وقت مضي إلي إنتاج سلاح - والذي يعتبره المسئولون الإسرائيليون تهديدًا وجوديًا.
يري علي فايز. مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية بمجلس الشئون الخارجية الأمريكي والأستاذ المساعد بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون. أن الجانبين كانا حذرين من السماح لهجماتهما المتبادلة غير المباشرة. بالخروج عن السيطرة. لكن هذا التوازن الدقيق تغير بعد السابع من أكتوبر. عندما هاجمت حماس المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة. وفي عرض للتضامن مع سكان غزة وبهدف إنهاء الحرب هناك. كثف أعضاء المحور الإيراني هجماتهم ضد إسرائيل والمنشآت الأمريكية بدعم صريح من طهران. ورداً علي ذلك. هاجمت إسرائيل الجماعات المدعومة من إيران في لبنان وسوريا. ثم هاجمت العسكريين الإيرانيين أنفسهم. وفي الفترة بين أوائل ديسمبر وأواخر مارس. قتلت إسرائيل حوالي اثني عشر من القادة والمستشارين في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وفيلق القدس. وبلغت تلك الضربات ذروتها في الغارة الجوية علي القنصلية الإيرانية بدمشق في أبريل. والتي أسفرت عن مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي. الرجل المسئول عن تنسيق عمليات فيلق القدس عبر بلاد الشام. ونائبه والعديد من أعضاء الحرس الثوري الإيراني.

  عواقب وخيمة  

يضيف فايز في مقالة بمجلة "فورين أفيرز". أنه بالنسبة لطهران. كان لضربة دمشق عواقب وخيمة. فقد عكس ذلك فشلاً استخباراتياً هائلاً آخر. بعد العديد من الحالات التي تفوقت فيها إسرائيل علي الدفاعات الإيرانية. لقد كلفت الضربة إيران قائداً كبيراً آخر. مما دفع القادة الإيرانيين للتساؤل عن مدي أمانهم الحقيقي من الهجمات الإسرائيلية. وصرح المرشد الأعلي الإيراني. آية الله علي خامنئي. أن "مهاجمة قنصليتنا يشبه مهاجمة ترابنا". وتعهد هو وعدد من القادة السياسيين والعسكريين بمعاقبة إسرائيل.
سلط رد طهران الضوء علي تحول واضح في التفكير الإيراني. ولسنوات عديدة. كان نهجها تجاه إسرائيل والولايات المتحدة يتمثل فيما وصفه المسئولون الإيرانيون بـ "الصبر الاستراتيجي". وهو نهج يستلزم تعزيز الجماعات الوكيلة دون اللجوء لعمليات انتقامية فورية واستفزازية. واستندت هذه الاستراتيجية للاعتقاد بأن الشبكات التي بنتها إيران أعطتها القدرة علي إظهار القوة دون المخاطرة بالتورط المباشر وتحمل تكاليف باهظة مع الحفاظ علي قشرة من الإنكار.
لكن المتشددين في النظام. الذين أصبحوا الآن في صعود. كانوا ينظرون إلي هذا الصبر باعتباره علامة ضعف. ولذلك دفعوا الحكومة لزيادة قدرتها علي تحمل المخاطر وتبني المواجهة. وقال مسئول إيراني كبير علي منصة التواصل الاجتماعي X في 14 أبريل: "لقد انتهي عصر الصبر الإستراتيجي. لقد تغيرت المعادلة".
ومع ذلك. بدت الحكومة الإيرانية مهتمة بالذهاب إلي أبعد من ذلك. تم تصميم وابل 13 أبريل بحيث يربط بين إظهار القوة العسكرية وتجنب الانتقام من إسرائيل "وربما الولايات المتحدة". وتبادل المسئولون الإيرانيون سلسلة من الرسائل مع واشنطن وعواصم منطقة الشرق الأوسط قبل الهجوم. مما أعطي الجميع الوقت لإعداد الأنظمة الدفاعية. وبحسب البيت الأبيض. قالت إيران إنها ستضرب فقط "المنشآت العسكرية". ومع انقشاع الغبار في صباح اليوم التالي للهجمات. أعلن رئيس أركان الجيش الإيراني أن "عملياتنا انتهت وليس لدينا نية لمواصلتها".
ربما يكون البيان الرسمي الإيراني قد "رأي انتهاء" الخلاف مع إسرائيل. لكن حكومة نتنياهو كان لها رأي أيضًا. وتحسبًا للانتقام الإيراني. أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي. إسرائيل كاتس. أنه "ما دامت إيران هاجمت من أراضيها. فإن إسرائيل سترد وتهاجم في داخل إيران" وهو ما حدث بالفعل. ورغم أن الدفاع القوي نجح في تخفيف الخسائر من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية. فقد قررت إسرائيل المضي قدمًا.
كشف رد إيران علي عملية دمشق حدود القدرات الهجومية لطهران. حيث تم اعتراض الغالبية العظمي من أسلحتها. وقد ولدت ضربات طهران أيضًا الكثير من التعاطف الدولي مع إسرائيل. مما أدي جزئيًا إلي قلب الديناميكية الدولية التي كانت سائدة قبل أيام فقط.
وبعد أن ردت إسرائيل بضرب الأراضي الإيرانية. هل يخرج الوضع عن السيطرة وهل تكتفي إيران بلعق جراحها. أم تجد الدولتان نفسيهما في حالة من الأعمال العدائية المستمرة والمباشرة التي تؤدي إلي سقوط عدد كبير من الضحايا وزيادة زعزعة الاستقرار في منطقة خطرة بالفعل. مثل هذا الصراع يمكن أن يتسع بسرعة. والولايات المتحدة. المضطرة للدفاع عن إسرائيل. قد تدخل المعركة مباشرة. وقد يصبح حلفاء إيران "من غير الدول" أكثر عنفاً وعدوانية. وقد تنضم إيران أكثر إلي الصين وروسيا. علاوة علي ذلك. فإن الحديث الغربي عن تشديد العقوبات يمكن أن يدفع طهران إلي التنسيق بشكل أكبر مع بكين وموسكو. وبعد فشلها في الهجمات الإسرائيلية من خلال وكلائها الإقليميين وأسلحتها التقليدية. قد تحاول طهران استخدام برنامجها النووي المتقدم للغاية لإنتاج سلاح نووي.
لقد كان هناك أمل في إمكانية تفادي مثل هذا التصعيد. حاولت واشنطن منع صراع إقليمي شامل منذ أكتوبر. ووفقًا لتقرير موقع "أكسيوس". فإن رسالتها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت التعامل مع الدفاع الناجح عن بلاده ضد الهجمات الإيرانية باعتباره انتصارًا والاكتفاء بذلك. لكن نتنياهو رفض الانصياع للمطالب الأمريكية "المعلنة".
لقد أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع عن خطط لدراسة تشديد العقوبات علي إيران. باعتبار أن ذلك يهدف لتهدئة إسرائيل وإقناعها بكبح جماح ردها علي أول ضربة إيرانية مباشرة بعد عقود من المواجهة بالوكالة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسئولين أمريكيين أن واشنطن تخطط لفرض عقوبات جديدة تستهدف البرنامج الإيراني للصواريخ والطائرات بدون طيار في الأيام المقبلة وتتوقع أن يحذو حلفاؤها حذوها.

  الموقف العربي  

لقد حاولت الدول العربية. من الإمارات العربية المتحدة وعمان إلي الأردن ومصر. منذ أشهر إخماد الصراع بين إسرائيل وحماس. خاصة بعد أن اتسع ليشمل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والمتجذرة في أعماق العالم العربي. وبعضهم. مثل الحوثيين. يهددون الحكومات العربية أيضًا.
لكن الأحداث الأخيرة. وضعت المنطقة برمتها في حالة تأهب وانقسم المسئولون والمحللون في المنطقة حول ما إذا كان الهجوم الإيراني سيحفز الدول التي تربطها علاقات طويلة الأمد بالولايات المتحدة علي الضغط من أجل المزيد من المشاركة - والحصول علي ضمانات أمنية - من واشنطن أو أن تنأي هذه الدول بنفسها. سعيًا للحفاظ علي سلامتها وتجنب التعرض للخطر إذا هاجمتها إيران.
وقد وجد الأردن نفسه يُسقط الصواريخ الإيرانية. ولذلك يُتهم بالدفاع عن إسرائيل. وتعرضت الحكومة الأردنية لانتقادات حادة سواء في الداخل أو من الدول العربية المجاورة لإسقاطها بعض الصواريخ الإيرانية الموجهة نحو إسرائيل.
وفي مقال مشترك كتبته أليسا جي روبين وفيفيان نيريم ونشره موقع النيويورك تايمز. تشير الكاتبتان إلي أنه في حين أن صادرات دول الخليج النفطية نجت من الهجمات أثناء شحنها عبر الخليج العربي إلي البحر الأحمر. فإن هجمات الحوثيين علي طرق الشحن - المرتبطة بالحرب في غزة - أدت لرفع التكاليف وزادت من التوترات. وارتفعت أسعار البترول بعد الهجومين المتبادلين. الإيراني والإسرائيلي.
أصبحت قطر وعمان أكثر نشاطا من أي وقت مضي خلف الكواليس في السعي لتحقيق وقف إطلاق النار في إسرائيل وتجديد الجهود الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة لمنع اندلاع صراع أوسع نطاقا مزعزع للاستقرار.
ولا شك في أن علاقات قطر الوثيقة مع حماس وإيران والولايات المتحدة جعلت من وزرائها وكبار مسئوليها محوريين في الدبلوماسية المكوكية. وأصبحت عمان قناة للرسائل بين الولايات المتحدة وإيران.
ويقول عزرا. إن التطبيع بين السعوديين والإسرائيليين أصبح أكثر احتمالا من أي وقت مضي. قدم عالمپما بعد الهجوم الإيراني إمكانية مذهلة للتطبيع بين الطرفين. لقد أراد الإسرائيليون الاستمتاع بعلاقة مع قوة إقليمية» وكان الأمريكيون يعلمون أن بإمكان السعوديين وضع شرط لذلك عبر الدفع لحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني» وكان السعوديون يريدون. في المقابل. اتفاقية أمنية مع الأمريكيين. تشبه تلك المبرمة مع اليابان أو كوريا الجنوبية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

0 تعليق