مصر في "أيادى أمينة".. بين عيون لا تنام وعقول تكافح لحماية الوطن

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر في "أيادى أمينة".. بين عيون لا تنام وعقول تكافح لحماية الوطن, اليوم السبت 27 أبريل 2024 12:11 مساءً

قبل ان ابدأ تفاصيل هذه المغامرة الصحفية التي توسعت لتحقيق استقصائي طويل وصل لنتائج كثيرة لا يمكن الافصاح عنها كلها نود فقط ان نؤكد انه ليس بالعاده ان يتم كتابة التحقيق من النهاية ولكن بدايته كانت متشابكه وليست وليدة صدفه كليا.


" الصياد الماهر يلقي طعومه الغارقة  بالسم في " ملاعق العسل"  فلا تشعر بها ضحاياه حتى وهي تموت .. الصياد المحنك يحيك فخه بعناية ولا يطبقه بسرعة على فريسته  رغم وقوعها به خوفا من يفاجأ بأن الادوار قد انقلبت عليه .. هكذا يدربونهم قبل ان يطلقوهم في فضاء افتراضي واسع مرتبط بالواقع ليلتقطوا ضحاياهم مستغلين ظروفهم، دارسين لنقاط ضعفهم التى يدخلون منها حتى يتحكموا في شخصياتهم فيسيطرون عليها تماما بعد ان ينجحوا في عمليات " غسيل المخ" ليسهل اقتيادهم محولين واقعهم الى جهنم  فتستيقظ اسرهم التي لم تنتبه على كارثة من العيار الثقيل بأن اشقاءهم او ازواجهم أو ابناءهم باتوا اعداء ، ليس لهم فقط بل للوطن وللدين. 

 

 خطاب يتركه خلفه انه هاجر للجهاد في صفوف تنظيمات مشبوهه في دول مجاوره وانه من وقت لاخر سيرسل لهم الاموال ليستفيق الاهل  على حقيقه ان من  ذويهم  من باتوا  " مرتزقه " !!! 

 

هي واحده من المغامرات الصحفيه الصعبة التي استمرت لأكثر من ستة أشهر حتى تأكدنا من جدية خيوطها منذ ان قادتنا الصدفه كعادة اي تحقيق استقصائي نسعى فيه لكشف حقائق صادمه للمجتمع حول مايحاك ضد الوطن ونسيجه فنضئ اضواء حمراء للحذر  و لأخذ الحيطه الكامله ومواجهة اي خطر قادم وتبعاته  وهذا دورنا كصحافة وطنيه قومية .. صحافة لا يتجزأ دورها وتقف جنبا الى جنب مع الاعلام الوطنى للذود عن الوطن بسلاحها الذى يعتمد فى الاساس على الوعى والمجهود الذهني. 

صياد إلكتروني 

ليس بجديد ان نخبرك بان الجماعات المتطرفة وصاحبة الأفكار الجهاديه والهدامه تستخدم شبكة الانترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفه لاصطياد ضحاياها ، فهي الشبكه المنتشره حوله العالم والعابره للقارات والدول والتي تتخطى الحدود والتي تخدم اهدافهم بشكل مطلق مقدمة نتائج مذهله فمنها ومن خلالها يتم التنسيق والاتصال فيما بينهم او بين ضحاياهم ولو على بعد الاف الاميال دون تكاليف محققين بذلك  بند كعدم وجود تكاليف ، ومن خلال ذات الشبكه يستخدمون هويات باسماء مستعاره اما متفق عليها سلفا بين اعضاء التنظيم لضمان انتقال البيانات والمعلومات او اسماء وهميه يستخدمونها لايهام الضحايا والايقاع بهم محققين بذلك بند اخر اكثر اهميه وهو بند الأمان الذي يتحقق اكثر بتدريبهم على برامج تغيير الاماكن والحذف لضمان عدم ترك اي اثر على اعتبار ان الشبكه باتت مكانا امنا وخصبا لممارسة نشاطهم الارهابي والمتطرف وهذا مارصدته الكثير من الدراسات والابحاث منذ  عام ٢٠١٤ وحتى الان.

 

تجنيد إلكتروني 

الحرب لاتقف على الارض مثلما يعتقد الكثيرون وحرب  العقول والافكار والشائعات باتت الاكثر ضراوة وانتشارا والاكثر قسوة وتاثيرل ،  فتلك التظيمات تلجأ للتجنيد الالكتروني حيث تشكل كتائب الكترونيه مزوده بمعلومات عن الفكر الجهادي الذي تتبعه او الفكر المراد نشره او ايا كان وتبدأ في بث سمومها باختيار فرائسها فكل عضو في تلك الكتائب يخضع لتدريب ما حول كيفية اختياره للفريسه من بداية قراءته لملامح وجهها ان وجد ال " البروفايل" الخاص بها  او شخصيتها وتوجهاتها من " بوستاتها" على الفيس بوك وكان هذا حصيلة اول ماتوصل له تحقيقنا الذي بدأ بمغامرة صغيره بدأت بصدفه قادها سؤال حول كيفيه اختيار هؤلاء الصيادين الالكترونيين لفرائسهم مع انهم في الغالب لايعرفون عنهم شيئا .. صدفه بأن يكون " ابراهيم" من احد مراكز احدى المحافظات التي  كانت لفترة قديما منشأ للفكر المتطرف وقريبا مفرخة للتكفيريين الذين قتل بعض منهم في عمليات ارهابيه بعد تنفيذها.

 

قبل ان ننخرط في سطور هذا التحقيق نعود وننوه ان اي اسم او مكان هو ليس الاسم او المكان الحقيقي للقصه الحقيقيه التي باتت ضمن سجلات الامن واننا بصدد الكتابه عن التجربه التي لن نفصح عنها بتفاصيلها لاسباب كثيره  الا اننا و عقب وصولنا لحد ما يثبت صحة تحقيقنا الصحفي ومابعده لحدود استشعرنا فيها الخطر على الوطن اعطينا الامر كله  لاياد امينة فامن الوطن اهم كثيرا من السبق  الصحفي.

 

هذه السطور والتفاصيل تكتب بعد انتهاء القصه كليا والنشر الان لتوعية المجتمع بكل فصائله لمن يحاولون سرقة شباب الوطن وامله.

 

هجمة مرتدة

مصر منذ عدة شهور قليله يتم ضربها بموجات مرتده لجماعات ذات اصول تكفيريه تذيع فكرة الجهاد غير المنظم خاصة بعد اندلاع الحروب في مناح كثيره من العالم و تبيح تلك الجماعات اية وسائل لنشر افكار الجهاد الشاذه في اي ارض كانت وتبرر بالف مبرر بعد ان تشرع في عمليات "غسيل دماغ" من نوع خاص.

  

في تحقيقنا الصحفي الاستقصائي الطويل الذي درسنا فيه انماط تلك " الاكاونتات" قررنا ان ندخل اللعبه..  ان نفكر بذات التفكير فاخترنا نماذج يمكن ان يختارونها ولكنها لاتملك افكارهم المتطرفه فاخترنا " ٦" افراد جميعهم نعرفهم معرفه جيده تربطنا بهم صلة ما ، صفحاتهم منذ مدد بعيده لاينشرون عليها سوى ايات قرانيه او احاديث نبويه فطلبنا منهم ان يبداوا في نشر مقاطع لهؤلاء المشايخ القدام الذين يملاون الدنيا صراخ في خطبهم فيصيبونك بالرعب او القشعريره او الاشمئزاز وان يتحملوا عبارات النقد في الكومنتات التي قد يدخل البعض يهاجمونهم بها علما ان الستة اشخاص لايعرفون بعضهم البعض  وانهم يتشابهون في ان اكاونتاتهم تحمل اسماء باتت وهميه بعد تغييرها واخفاءها بشكل ما وان وظائفهم  برواتب و دخول معدومه واخترنا ٤ اخرون اولئك الجانحون الي اقصى التحرر والذين من وقت لاخر كنا نجعلهم يكتبون من وقت لاخر انهم يريدون اصلاح حياتهم فيظهرون بشكل المضطرب.
 

بعد شهر والثاني  كدنا ان نفقد الامل اصلا في فرضية القصه..   رغم احساسنا الصحفي بوجود مثل هؤلاء.. قناصو او صيادون الالكترونيون  واحساس الصحفيون  الاستقصائيون عادة لايخيب فصيادو الفرائس يظهرون في فترات تكون فيها الاوطان تمر بكبوات او بمراحل عنق الزجاجه او فترات تعصف بها الشائعات ليزيدوها ويسعون في مزيد التدمير  فالفرصه سانحه والاصطياد في الماء العكر موهبة يتقنونها ليسرقوا ابنك او اخيك او ايا  من كان من عائلتك  لتستيقظ وتجده قد تحول الى " مرتزق" .. نحن ندق ناقوس الخطر من  جديد من وجود خفافيش للظلام  يسعون سعيا حثيثا لاختطاف زهور الوطن من داخل غرف الدردشه  التي يستغلونها كفخ للاصطياد ويقودونهم للخارج حيث الهلاك لا محاله بعد وعود زائفه فلا وجود للجنه حيث يأخذونه وربما حيث  يموت. 

 

من السته اشخاص اصطاد الصيادون اثنان احدهما كان طول الوقت يخبرنا ان هذا مجرد تخيلات ولم يصدق الا عندما حدث معه ماتوقعناه  وظل معتقدا ان الامر تخيلات ولم يتاكد الا عندما ظل يستدرجه مثلما طلبنا منه ومثلما مضينا معه خطوه بخطوه  والصياد يعتقد انه  هو الذي يستدرجه ووقع في فخه  ووقتها ايقن ان القصه حقيقه وان الامر بات جادا فدب في قلبه الرعب واغلق الاكاونت بعد ان استأذن بأنه لن يستطيع ان يكمل .. صياده كان يتحدث من دوله شقيقه لم تستقر الاوضاع فيها الى الان.

 

صدمة وأمل 

اعتقدنا ان التحقيق فشل فلاوجود الان لدليل قوي  ، الا اننا فوجئنا باخر السته ولندعوه " حسن" يخبرنا ان احدهم يتواصل معه من اكاونت ليس عليه اي شئ سوى صور بروفايل وهي ماتتميز به اكاونتات اللجان او الصيادين الالكترونيين وانه بدأ الحديث معه واعتقد ان الحديث عاديا حتى شرع في الحديث معه حول اشياء قلناها له لنبدأ مرحلة جديده واخبرناه بما فعله صاحب الاكاونت السابق لكنه رفض ان يترك الساحه للصيادون المخربون لعقول شباب الوطن ويرحل وقال " هكمل معاكم يااستاذه" .. السؤال هنا لما لم نأخذ نحن الاكاونت ونكمل لانه من المهم ان يكمل نفس الشخص الذي بدا بطريقته البسيطه والغير مفتعله او الملقنه الا من توجيه بسيطه حتى لايشعر القناص المدرب باي شئ.

 

شرعنا في محادثه الصياد الذي حمل اسم لن نذكره حفاظا اوضاعا امنيه ما وكان الحوار فحواه " البلد وحشه والدنيا غاليه ولازم تجاهد وتحارب وبعد شهر تطور  لروح ل  ...... و وهيستونك.... واذا كان عالسلاح ف ... بعد ان طلبىمنه الحديث على عدة مواقع تواصل اخرى " وحوت الرسائل امور كثيره لن نستطيع الافصاح عنها ولكن مجملها بعد محادثات استمرت لشهرين انه يريد منه السفر لبلد قريب حيث يتم تجنيده والجهاد.

 

خيوط جديدة 

نزيح الستار عن التفاصيل وان كانت بسيطه لاجراءات كثيره عن  هذا التحقيق لنقول لكل اب وام عليك ان تتابع ماذا يشاهد ابنك المراهق على الانترنت وحاول ان تتفاعل معه قدر المستطاع ..وتحدثوا مع اولادكم وحدثوهم عن التطرف وويلاته قبل ان يسرقهم اما لكل صاحب غرفة دردشه الكترونيه احذر من اي غريب يدخل لمحادثتك خاصة في تلك الامور التي تخص وطنك فمن يدريك ربما كان صيادا الكترونيا او جاسوسا ما ومهما كان مالايعجبك فيها فواجبك تجاه الوطن الاتنصر عليه غريبا لا بوجوده ولا بفكره

 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

0 تعليق