أبطال حرب أكتوبر علي مائدة "الجمهورية أونلاين" و"المساء" "2"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أبطال حرب أكتوبر علي مائدة "الجمهورية أونلاين" و"المساء" "2", اليوم السبت 27 أبريل 2024 04:23 مساءً

وتحل ذكري تحرير سيناء في الوقت الذي يخوض فيه رجال القوات المسلحة البواسل معركة التنمية التي تتم برؤية حكيمة للقائد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يتابع الخطط التنموية والتنفيذ علي الأرض لربط سيناء بالوادي وتوفير المشروعات الخدمية لأبناء تلك البقعة المباركة.

وبمناسبة هذه المناسبة الغالية.. استضافت بوابة الجمهورية أونلاين  و جريدة المساء الإلكترونية 4 من أبطال وبواسل القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة.. وفتحوا قلوبهم وتحدثوا عن معركة تنمية سيناء خلال السنوات الماضية وفترة اعداد الدولة لحرب العاشر من رمضان وتنفيذ اتفاقية السلام ومراوغة إسرائيل واللجوء للتحكيم. والدور الوطني لشيوخ وقبائل سيناء ومساندتهم للدولة المصرية.

أدار النــدوة : أحمد سليمان

شــارك فيها : نبيل الشيمى - سامى راغب - حسن أحمد

أعدها للنشر : عاطف مكرم

 اللواء محمد زكي الألفي: 

نستهدف توطين 8 ملايين مواطن في سيناء

لا ننسي أبداً الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم حتي تعيش مصر


قال اللواء محمد زكي الألفي. الخبير الاستراتيجي. ان احتفالاتنا بانتصاراتنا وفي القلب منها ذكري نصر أكتوبر أمر مهم للغاية. كما أننا نلتمس هذه المناسبات لنؤكد للأجيال القادمة أهمية ما تم إنجازه رغم ضعف الإمكانيات والمقومات التي تسمح لنا بتنفيذ مثل هذه الأعمال. مشيرا إلي ان الروح المعنوية العالية والإصرار وكذلك الظهير الشعبي الذي قدم مليون مقاتل كانوا هم السند في خوض حرب غير متكافئة من ناحية التجهيزات.
وأشار إلي اننا في مصر لا ننسي أبناءنا الشهداء ومصابي العمليات الحربية لافتا إلي أن اهتمام القيادة السياسية واضح للغاية ويظهر جليا في التعامل مع أسر الشهداء وأبنائهم .

وأكد ان هناك عدة مراحل خاضتها مصر للوصول إلي مرحلة استعادة الأرض أولها هو القتال المسلح حتي وقف إطلاق النار. مشيرا إلي أن هذا الوقت كان مهما للغاية حين كنا نجابه الذراع الطولي للعدو "قواته الجوية" ما دعا إلي ضرورة بناء حائط الصواريخ المصري علي أيدي عمال مصر ورجالها من المدنيين ثم من العسكريين في المراحل الأخيرة.رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح نتيجة الضربات الجوية المركزة من العدو. موضحا أن حائط الصواريخ كان له الفضل في قطع ذراع العدو ومواجهة طائراته.

وأوضح ان المرحلة الثانية كانت تواجد قوات الدفاع الجوي في قواعد الصواريخ التي تخطت الـ 150 قاعدة والذين أحدثوا خسائر ضخمة للقوات الجوية الإسرائيلية فور اكتمال حائط الصواريخ فيما عرف بالاثنين الأسود لدي العدو.

وتابع أن المرحلة الثالثة هي مرحلة شن الحرب نفسها والتي واجهنا فيها كل تحصينات العدو كخط بارليف بكافة إمكانياته واحتياطياته ونقطه الحصينة. مشيرا إلي اعتماد إسرائيل علي مايسمي بمفهوم  "قوة الصدمة" للتأثير علي معنويات جنودنا البواسل لكن الجندي المصري أسقط هذه المفاهيم. وتصدي لدبابات العدو بأسلحته الخفيفة.

وأوضح أن مواجهة الفرد المقاتل المصري للدبابة أمر عظيم مع الأخذ في الاعتبار تفوق العدو في أعداد الدبابات وإمكانياتها . وكل ذلك يدل علي قوة الإرداة والإيمان الموجود داخل الفرد المصري الذي تمكن من إسقاط حصون في خط بارليف رغما أنها كانت تتحمل حتي ألف رطل من القنابل.

وأشار إلي ان الدعم الأمريكي لإسرائيل لم يتوقف فترة القتال بهدف إحداث ثغرة في حائط الصواريخ المصري لكن بالبسالة والإقدام والإصرار كبدنا العدو أكثر خسائره ورأيت بعيني الطائرة الميج 17 المصرية تسقط الميراج من قوات العدو.

وقال إن المرحلة الأخيرة هي مرحلة استرداد  باقي الحقوق بالمفاوضات بدءا من مفاوضات الكيلو 101 ثم اتفاقيات فصل القوات وصولا إلي اتفاقية السلام. موضحا ان العدو لم يكن ليخضع لذلك إلا إن كان متاكدا من انه لن يحافظ علي مكتسباته بل وسيتكبد خسائر لا يتحملها.

ولفت في نهاية حديثه إلي أهمية التنمية كنتيجة للحرب مؤكدا أننا نستمد من روح حرب أكتوبر أشياء كثيرة فهي الأرض الصلبة التي نستخدمها للاستقرار رغم جهود الجماعات الإرهابية لإثنائنا عن جهود التنمية.
اشار إلي أن تنمية سيناء هي أهم التحديات لتأمين الاتجاه الاستراتنيجي الشرقي لمصر. حيث من المخطط تواجد من 6 إلي 8 ملايين مواطن بسيناء بحلول 2050.

اللواء دكتور  محمد قشقوش مستشار الأكاديمية العسكرية:

عودة طابا بعد معارك عسكرية وسياسية أثبتت حنكة وصلابة المقاتل المصري في كل الميادين

حرب أكتوبر المجيدة هي الأساس القوي والحتمي التي مهدت لسلسلة من الانتصارات المصرية

الجيش المصري انتصر بحسن ودقة التخطيط دون تهويل أو تهوين والتركيز علي نقاط ضعف العدو

تراب الوطن "مقدس".. لا مساومة عليه حتي ولو كان حفنة من الرمال

الإعلام المصري بمختلف تخصصاته نجح في دعم خطة الخداع الاستراتيجي

قال اللواء دكتور محمد قشقوش. مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية. أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة. إن مصر تحتفل يوم 25 أبريل بذكري تحرير سيناء عندما استعادت آخر شبر من أراضيها لتعود طابا بعد معارك عسكرية وسياسية أثبتت حنكة وصلابة المقاتل المصري في كل الميادين.

أوضح أن الخطوة الأولي هي انتصار مصر في حرب أكتوبر1973 وهي الأساس القوي والحتمي الذي مهد لتلك السلسلة من الانتصارات المصرية. وأتت تلك الحتمية من ضرورة تحرير سيناء التي هي جزء من ارض الوطن. ولكنها بمثابة العِرْض لكل الوطن. وفرضت تلك الحتمية رغم تفوق العدو في الحداثة النوعية لأهم عناصر القتال كالقوات الجوية من طائرات وعدد الطيارين الإسرائيليين والمتطوعين من خارجها. وكذلك الدفاع الجوي الخفيف المتحرك والمواكب للقوات عكس دفاعنا الجوي الثقيل الثابت إلا القليل وأيضًا بعض أنواع المدرعات. بالإضافة إلي معضلة اقتحام مانع قناة السويس الصعب في حد ذاته ويزيد من صعوبته وجود حصون خط بارليف المنيع علي شاطئ سيناء ويليه احتياطيات الدبابات المتدرجة. حيث شكلا معًا أقوي الموانع المائية والدفاعية عبر التاريخ.

أضاف اللواء محمد قشقوش خلال ندوة بوابة الجمهورية أونلاين  و جريدة المساء الإلكترونية ، انه رغم كل ذلك فقد انتصر الجيش المصري بحسن ودقة التخطيط دون تهويل أو تهوين والتركيز علي نقاط ضعف العدو وتحييد نقاط قوته التي كان أهمها خطة استدعاء الاحتياط القوي الذي تعتمد عليه إسرائيل. وذلك من خلال خطة خداع استراتيجي مصرية سياسية وعسكرية شاملة ومحكمة حققت المفاجأة الكاملة ضد إسرائيل وحلفائها. وأعطت المبادأة للقوات المصرية التي أنجزت مهامها القتالية الرئيسة في زمن قياسي وقبل أن تفيق إسرائيل وحلفاؤها من هول وقوة الصدمة.

كان هناك وضع جديد علي الأرض وانتصار عسكري مصري مهّد بلا شك للخطوة التالية لبناء سلام من موضع قوة بوساطة أممية وأمريكية. وما كان لذلك النصر أن يتحقق لولا شجاعة الرجال وتضحياتهم وعقيدتهم القتالية والوطنية والروحية.

وكانت الخطوة الثانية هي بناء السلام المبني علي النصر العسكري. وكانت ورقته الأولي "إطار السلام المعروف بكامب ديفيد" نتاج حرص مصر أن تكون بين دول الطوق العربية ذات الأراضي المحتلة وإسرائيل وليس مصر وحدها. وهي "مصر وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين".. أما الورقة الثانية فهي اتفاق السلام بين كل من إسرائيل وكل دولة عربية علي حدة لاختلاف الموقف الجيوسياسي. وعُقد المؤتمر في "مينا هاوس" تحت سفح الهرم لكل تلك الدول وتحت رعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة ورفضت سوريا والأردن ولبنان وترددت فلسطين ثم لم تحضر. وليتها حضرت وربحت أضعاف ما خسرت.

الحكم التاريخي

ثم كانت الخطوة الثالثة التي نحن بصدد الاحتفال بها وهي الانتصار القانوني الدولي لتحرير وعودة طابا كآخر بقعة من أرض سيناء يُرفع عليها علم مصر. إعلانًا أن تراب الوطن المصري المقدس لا مساومة عليه حتي ولو كان حفنة من الرمال. لتعطي مصر المثل مرة أخري للاقتداء بذلك عربيًا ومستقبليًا بعد تقاضينا أمام المحكمة الدولية. وقدمت مصر خلالها الحجج والأسانيد القانونية والتاريخية والمساحية والجغرافية والعسكرية من خلال فريق عمل متخصص ومقاتل علي الحق. حيث أعلنت المحكمة في جنيف في 29 سبتمبر 1988حكمها التاريخي لمصلحة مصر بأغلبية 1:4 وهو القاضي الإسرائيلي.

قال إن حرب الاستنزاف خلقت نوعاً من التحدي عند المقاتل المصري. فرغم أننا كنا لا نمتلك شيئا. إلا أننا كان لدينا الإصرار والعزيمة والتحدي. وكنت رئيس مجموعة من الفدائيين لعبور قناة السويس لتحرير الأرض. وقامت مجموعتي التي كنت مكلف بها بعمل 5 عمليات متدرجة وأحدثنا خسائر كبيرة في صفوف العدو. وحصلنا علي نوط الشجاعة من الرئيس جمال عبد الناصر من الطبقة الأولي .

أضاف أن القيادة السياسية والعسكرية عملت عقب حرب الاستنزاف علي الاستعداد. ومن ثم كان التحديث والتطوير الهدف الرئيسي للقوات المسلحة بجميع الأفرع الرئيسية الجوية والدفاع الجوي استعداداً لحرب 73 .
أوضح أن عملية الإعداد الشامل بدأت نهاية هزيمة حرب 67 مباشرة. ورفض الشعب المصري لتلك الهزيمة ورفض تنحي الرئيس جمال عبدالناصر عن موقعه ورفض هزيمة جيشه في حرب غير متكافئة لم يخضها. ورفع الشعب والجيش شعاري تلك المرحلة "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" و"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". بما يعني أن حرب التحرير قادمة لا محالة. وأن الإعداد لها له الأسبقية المطلقة.

أضاف: ثم جاءت مرحلة الإعداد التسليحي والقوة البشرية المقاتلة. وكان أولها استعواض خسائر حرب عام 67 وخاصة من الطائرات والدبابات والدفاع الجوي. ثم زيادة دعم تلك القوات تباعا طبقا لما سمح به الاتحاد السوفيتي. كما تم الإعداد للقوي البشرية تحت السلاح العاملة والاحتياطية. مع زيادة نسية المجندين "المؤهلات العليا" لتطوير التعامل مع الأسلحة والمعدات الحديثة. وتم استحداث الضابط المحارب من ضباط صف المؤهلات العليا. لزيادة نسبة الضباط صغار الرتب إلي الجنود. وبرزت أهمية التدريب الشاق للقوات والقيادات نهارا وليلا علي كافة مراحل القتال. بما فيها اقتحام وعبور قناة السويس واجتياز مناطق البحيرات المرة والتمساح بالقوات البرمائية الميكانيكية والمدرعة.

وتم التنسيق الدقيق مع هيئة قناة السويس لاستخدام إمكانياتها في إعداد وتجهيز منازل ومصاعد الكباري والمعديات وتوفير بعض قوارب العبور. و شمل التخطيط كيفية استقبال قوات الدعم العربية لكل من مصر وسوريا. رغم تقدير وصولها متأخرة لأنها ستبدأ بالفتح الاستراتيجي بعد معرفتها بتوقيت بدء الحرب سعت 1405 ظهر يوم السادس من أكتوبر. وذلك حفاظا علي السرية وتحقيق المفأجاة ضد القوات الإسرائيلية.
وجاء اختيار موعد وتوقيت الحرب بعد دراسة مستفيضة لاختيار الشهر والأسبوع واليوم والساعة كالآتي: شهر أكتوبر» قبل هبوط الجليد علي الجولان. كما سيواكب معظم شهر رمضان كدافع روحي. وبه العديد من الأعياد اليهودية وأهمها يوم الغفران "كيبور".. الأسبوع الأول» الجزء الأول من الليل مقمر لتركيب الكباري بأقل مد وجزر لأن القمر لم يكتمل بدرا. والجزء الثاني مظلم لعبور الدبابات وللإخفاء عن طيران العدو.

الخداع الاستراتيجي

يوم 6 أكتوبر: يوافق يوم "كيبور" حيث تتوقف الحياة في إسرائيل. بما في ذلك بث الإذاعة والتلفزيون. عدا إذاعة الجيش التي تبث دقائق كل ساعتين. مما أخر وأربك خطة التعبئة الإسرائيلية.. الساعة 2 ظهرا: نصف نهار بما يسمح بتوجيه ضربة جوية وإمكانية تكرارها. وعبور الإنسان الأولي للقناة بالقوارب والمعديات. وإدارة نيران المدفعية. وتجهيز مواقع مناسبة للقوات شرق القناة استعدادا لصد احتياطيات العدو القريبة.

قال إن الإعلام المصري بمختلف تخصصاته نجح في دعم خطة الخداع الاستراتيجي. وكانت مفتاح النصر بحق حيث من خلالها تم تحقيق المفاجأة الكاملة لإسرائيل بل والولايات المتحدة بكل إمكانيات استخباراتهما. وكانت خطة شاملة تمت علي المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وكانت محصلتها المهمة هي خداع العدو عن وقت بدء الحرب. مما أفقده عنصري المبادأة والمفاجأة. والنتيجة هي شلل وإرباك خطة تعبئة قوات الاحتياط الإسرائيلية الهامة التي تشكل حوالي 60-70% من إجمالي القوات الإسرائيلية التي يجب أن يتم استدعاؤها خلال 72 ساعة أي 3 أيام.

وعلي المستوي الاقتصادي.. تأخر إغلاق المجال الجوي فوق مصر لآخر لحظة بما يسمح للطيران الدولي بتغيير مساراته إلي مسارات بديلة قبل الدخول للأجواء المصرية كمنطقة حرب. تأخير إطفاء شعلات حقول الغاز في خليج السويس والبحر الأحمر لآخر لحظة حتي لا تكون قرينة في حالة الإطفاء الجماعي المتزامن والمبكر.

أما علي المستوي الإعلامي والاجتماعي.. فقد ساهم الإعلام مساهمة فعالة بالتنسيق مع إعلام القوات المسلحة. بالتركيز علي المراد توصيله إلي العدو مثل إعلانات الحج والعمرة في بداية رمضان للضباط والمتطوعين وأسرهم والتركيز علي الصحف التي تحصل عليها السفارات الإسرائيلية في أوروبا وخاصة لندن وباريس.

وعلي المستوي العسكري.. تشمل العديد والعديد من الأنشطة نذكر منها - تكرار أعمال التعبئة والتسريح - التدريب علي العبور خارج مراقبة العدو. تحريك الكباري إلي منطقة القناة. وكانت من أصعب المراحل نظرا لضخامة الكوبري. وتم نقلها بعد تفكيكها ليلا وإخفاؤها. مع إعادة بعض الأجزاء المجمعة نهارا للرصد وهكذا. مع إنشاء الكباري الخفيفة والهيكلية - التخطيط للهجوم علي طول مواجهة قناة السويس ظهرا بمواجهة حوالي 170 كم "بما فيها عيون موسي" وبقوات النسق الأول المحتل لغرب القناة مباشرة والدارس للعدو - مع بدء الحرب ظهرا عكس كل المتبع وكل التوقعات.

سلاح جديد

ويضيف: "وكانت محصلة التخطيط والتنفيذ للمفاجأة الاستراتيجية. إن نجحت نجاحا كبيرا وخدعت المستوي السياسي والعسكري الإسرائيلي والعالمي بما فيه الولايات المتحدة بل والاتحاد السوفيتي أيضا. وتعتبر آخر مفاجأة استراتيجية يصعب أن تتكرر. نظرا للتقدم التكنولوجي في مجالات الاتصالات والتنصت والأقمار الصناعية. ولكن تبقي المفاجأة التكتيكية واردة. بفكرة جديدة أو سلاح جديد.
وكانت الدوافع الوطنية والقتالية والروحية قوية للغاية. كما كان نجاح المفاجأة وتأخر وارتباك خطة التعبئة الإسرائيلية خلال الثلاثة أيام الأولي من الحرب أثرا كبيرا لمقدمات النجاح والنصر المرتقب. وكان وقت التعبئة هو ذات الوقت الحرج الذي احتاجته القوات المسلحة المصرية لتنفيذ المراحل الأولي وتحقيق المهام الصعبة مثل الفتح الاستراتيجي واقتحام قناة السويس. وبدء القتال الضاري لتدمير خط بارليف الحصين. وقتال الاحتياطي المدرعة الإسرائيلية القريبة بالقوات المصرية الخفيفة من المشاة والمظلات والصاعقة منفردة قبل فتح الساتر الترابي وتركيب الكباري وعبور الدبابات المصرية مع بدء اليوم الثاني للقتال. في السابع من أكتوبر.

وشهدت مرحلة التنفيذ الشجاع العديد من البطولات نذكر منها: تدمير النقاط الحصينة لخط بارليف المنيع ورفع الأعلام المصرية عليها- تحرير مدينة القنطرة شرق- استسلام مواقع إسرائيلية في القنطرة ولسان بور توفيق- الاستيلاء علي مركز قيادة تبة الشجرة شرق الإسماعيلية- ومواقع المدفعية الثقيلة 155مم في عيون موسي "أبو جاموس كما أسماه الجنود"- تغلل قوات اللواء البرمائي في أعماق "تمادا" بسيناء.. قبل الارتداد نظرا لعدم وجود دفاع جوي مصري متحرك "مميكن". ونجاح الضربة الجوية الافتتاحية. وعرقلة وصول القوات الجوية الإسرائيلية المتفوقة إلي قناة السويس بتوجيه قيادتهم بالابتعاد عن "غابة الصواريخ" المصرية.

وعن النتائج وأهم الدروس المستفادة يقول: "لقد حاربت مصر بما توفر لديها من الاتحاد السوفيتي. وليس بما كانت تريد أن تحوز.. ليس من حيث الكم فقط بل من حيث الكيف والتطور التكنولوجي الذي امتلكه الجانب الإسرائيلي من خلال الولايات المتحدة قبل وأثناء الحرب. خاصة في مجال القوات الجوية والدفاع الجوي المتحرك "المميكن" والدبابات والحرب الإلكترونية.

ورغم ذلك حقق الجيش المصري نجاحات وانتصارات من خلال أعمال قتال مبهرة. بحسن الإعداد والتخطيط والتنفيذ واستغلال نقاط الضعف الإسرائيلية وتعظيم نقاط القوة المصرية وأهمها الكفاءة والروح القتالية. وندلل بمثال علي ذلك باستسلام الموقع الإسرائيلي الحصين في لسان بور توفيق بعد 4 أيام قتال. وفي المقابل لم يستسلم الموقع المصري بكبريت بعد أكثر من 100 يوم.

ويؤكد "بلا شك أن الانتصار العسكري المصري في حرب أكتوبر "بكسب أكبر عدد من المعارك مع تحقيق الهدف من الحرب" كان وراء نجاح خيار السلام. الذي سبق ورفضت إسرائيل كل مبادراته علي كافة المستويات قبل حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973. ولكن الموقف قد تغير بعد الحرب وأصبح لنداء السلام آذان صاغية. حيث يقود السلام إلي التنمية الشاملة في مناخ صحي خال من الإرهاب وعدم الاستقرار. بدءا بتنمية سيناء. ميدان الحرب والتحرير والسلام والاستقرار. كما كان الانتصار القانوني في طابا. هو الانتصار الثالث في مثلث الانتصارات العسكرية والسياسية. واستغرق بضع سنوات من التحدي والصراع خلال التحكيم الدولي. واستخدمت فيه الوسائل المصرية القانونية والتاريخية والعسكرية والمساحية والطبوغرافية والجغرافية والوثائقية. لنصل في النهاية إلي أن طابا مصرية ورغم محدودية تلك البقعة من الأرض "مثل قرية ياميت الإسرائيلية في العريش" فقد أصر الرئيس الراحل السادات ومن خلفه مصر. علي حرية تراب الوطن المقدس الذي لا يَقبل المساومة.

 

0 تعليق