111 مليون دولار قيمة التوابل المستوردة للسوق السعودي

نشر بوساطة خالد رمضان في الرياض يوم 27 - 04 - 2024

قفزت إيرادات سوق التوابل والبهارات العالمية إلى 39.2 مليار دولار في عام 2023، ارتفاعاً من 37.2 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع نمو القطاع بمعدل سنوي مركب 5.6 %، ليصل إلى 57.7 مليار دولار بحلول عام 2030، حيث يلاقي القطاع زخماً في النمو بفضل وعي المستهلكين المتزايد بالفوائد الطبية للتوابل والأعشاب، بالإضافة إلى تنامي أعداد الأشخاص الذين يطبخون في المنزل ويستخدمون التوابل والبهارات فيتحسين مذاق الأطعمة المختلفة، في الوقت نفسه، هناك رغبة قوية لدى المشترين لدفع سعر أعلى مقابل استعمال النكهات الجديدة في المأكولات المختلفة، وهذه عوامل تكفي لدفع نمو حجم المبيعات في سوق التوابل العالمية.
تحتوي المأكولات الآسيوية، مثل التايلاندية، والهندية، والصينية، والفيتنامية، على مجموعة واسعة من التوابل والأعشاب لإضفاء طعم ونكهة فريدة على الأطباق المختلفة، بينما أصبح قسم كبير من المستهلكين الأميركيين مولعين بالطهي المنزلي منذ جائحة كورونا قبل 4 سنوات، وهكذا، حدثت طفرة في مبيعات التوابل المختلفة، مثل الفلفل والزنجبيل، فيما أدت الحملات التوعوية والمبادرات التي تستهدف تشجيع الناس على طهي الوجبات في المنزل لتقليل التوتر، إلى دفع مبيعات سوق التوابل والبهارات العالمية. تشجع الحوافز الحكومية، والطلب القوي من الشركات الغذائية، المزارعين على زراعة المزيد من محاصيل التوابل، وعلى سبيل المثال، في مارس 2022، أعلنت شركة نستله الهند، عن تقديم مساعدة للمزارعين من خلال تنفيذ برنامج مصادر مستدامة للتوابل المستخدمة في منتجها "الماجيك ماسالا"، فيما تعمل أنماط الاستهلاك المتطورة، وزيادة التحضر، وارتفاع مستويات الدخل، والتجارب الغذائية الأحدث على تعزيز الطلب على التوابل في كل العالم، وخلال السنوات الأربع الماضية، بدأ عدد متزايد من العملاء في أوروبا وأمريكا الشمالية في استخدام مجموعة متنوعة من التوابل في مطابخهم المحلية، مما فتح فرصًا جديدة للمصنعين في السوق العالمية. حيث هيمنت التوابل على أكبر حصة سوقية من الإيرادات العالمية، إذ لامست 55 % في عام 2023، ومن المتوقع أن تستمر هذه الهيمنة حتى نهاية العقد الحالي، حيث عرضت العولمة المستهلكين لنكهات مختلفة من جميع أنحاء العالم، وجعلتهم على دراية بالفوائد الغذائية المرتبطة بالتوابل، مما أدى إلى زيادة الطلب عليها في السوق الدولية، وبما أن التوابل يمكن أن تنتج نكهات مختلفة بسهولة، فإن الطلب عليها ينمو بوتيرة سريعة في السوق العالمية،ويعد الكركم والفلفل والقرفة من أكثر البهارات استهلاكًا في العالم، ومع ذلك، فإن التوابل الأخرى المتوفرة في السوق العالمية تحقق مبيعات قوية، وفي مقدمتها: القرنفل، والثوم،والهيل، والزنجبيل، والقرفة، والفانيليا، والكمون.
نمو مبيعات الأعشاب
من المنتظر نمو مبيعات الأعشاب بمعدل سنوي مركب 5.4 % حتى نهاية عام 2030، وذلك بفضل الوعي بالفوائد الصحية المرتبطة بالأعشاب،مثل الثوم، والبقدونس، والشمر، والنعناع، والريحان، وحبة البركة، والبردقوش، حيث يستخدم المستهلكون العالميون هذه الأعشاب بشكل متزايد لمذاقها الفريد، وخصائصها الطبية الاستثنائية، وعلى سبيل المثال، يستخدم الثوم لرائحته القوية ونكهته الفريدة، بالإضافة إلى فعاليته في علاج الأنفلونزا الشائعة، وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وهناك أعشاب مفيدة في علاج المغص ووجع البطن، خاصة للأطفال الرضع، مثل الكمون والينسون والكراوية، وهنك أعشاب مقويات للجهاز المناعي مثل حبة البركة والبردقوش.
استحوذت البهارات المطحونة، على أكبر حصة سوقية تبلغ 56.1 % من الإيرادات العالمية ففي عام 2023، حيث تتضمن العديد من منافذ البيع في المتاجر الكبرى والمتخصصة ومحلات العطارة البهارات المطحونة، كخيار سهل وجاهز للإضافة على المأكولات بشكل فوري، بعكس البهارات غير المطحونة، حيث يفضل معظم المستهلكين خيارات الطعام الحار والتوابل المطحونة لوجباتهم، ويشيع هذا الاتجاه بفضل استخدامات المطاعم والفنادق والمقاهي، حيث تكون أولويتهم شراء التوابل المطحونة التي توفر عليهم الوقت والجهد، مما يعزز رائحة ونكهة الوجبات والأطباق الرئيسية والمقبلات والصلصات والوجبات الخفيفة، وفي نفس الوقت، تجتذب الحلويات والمشروبات التي تحتوي على بهارات أو توابل مثل النعناع والزنجبيل والقرنفل والبقدونس العديد من المستهلكين، مما يدفع استخدامها في قطاع الخدمات الغذائية. يتميز السوق العالمي بوجود العديد من شركات التوابل، التي تطحن التوابل والبهارات المستوردة أو المنتجة محليًا، وتقوم بتعبئتها،وبيعها في متاجر بالتجزئة تحت علامتها التجارية، أو أسماء علامات تجارية خاصة، ومن المتوقع أن تظل مبيعات البيع بالتجزئة قوية بفعل زيادة وتيرة استهلاك التوابل في وجبات الطعام، خاصة عند طهي اللحوم، والأسماك، والخضروات لتعزيز نكهتها، من جهة أخرى، تعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق للتوابل والبهارات في العالم، حيث استحوذت على 37.7 % من إيرادات عام 2023، وذلك بفضل زيادة الدخل المتاح، وظهور العديد من العلامات التجارية المحلية للتوابل والأعشاب، وارتفاع الأنشطة التسويقية والترويجية.
تتم زراعة معظم التوابل والأعشاب في دول مثل الهند وفيتنام والصين وتايلاند، مما يجعل منطقة آسيا والمحيط الهادئ واحدة من المصدرين الرئيسيين في العالم، وقد ساهمت عولمة الأسواق وظاهرة الهجرة في تعديل التفضيلات الغذائية للمستهلكين، مما فتح فرصًا جديدة لمنافذ الخدمات الغذائية لدمج مجموعة متنوعة من التوابل في مطابخهم، وعموماً، فقد بلغ حجم سوق التوابل والتوابل في آسيا والمحيط الهادئ 8.7 مليار دولار في عام 2023، ومن المرجح نمو القطاع بمعدل سنوي مركب 5.9 % حتى عام2030، مدفوعاً بتزايد الطلب على الوجبات سهلة التحضير والجاهزة للطهي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يقضي المستهلكون وقتًا أقل في إعداد وجبات الطعام بسبب جداول العمل المزدحمة. الملاحظ في أسواق المنطقة الآسيوية العملاقة، أن الهند تملك حصة بارزة ومهيمنة، ويكمن الدافع الرئيس لسوق البهارات والتوابل في الهند في ارتفاع أعداد الطبقة المتوسطة، وزيادة الوعي الصحي بين المستهلكين، ونمو استخدام التوابل كمواد حافظة وطبيعية، وتعد الهند واحدة من المصدرين والمستهلكين الرئيسيين للتوابل على مستوى العالم، حيث تبلغ حصتها في السوق 46 %، ووفقاً لبيانات مجلس التوابل الهندي، فقد وصلت صادرات التوابل الهندية اتجاهها الصعودي خلال عام 2023، ولامست أعلى مستوى على الإطلاق عند 4 مليارات دولار، وذلك لأول مرة في تاريخ تصدير التوابل الهندية. أما في أوروبا، فإن حجم سوق التوابل والبهارات يتوقع أن يصل إلى 6.2 مليار دولار في عام 2024، وأن يبلغ 7.7 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب 4.4 %، وتلهم العولمة المستهلكين الأوروبيين البحث عن تجارب نكهات جديدة، في الوقت الذي يبحث فيه المستهلكون الأوروبيون، وخاصة جيل الألفية، باستمرار عن أطعمة ونكهات جديدة في شتى أنحاء العالم، ونتيجة لذلك، يضيف المصنعون المزيد منأنواع التوابل والأعشاب إلى الوجبات الغذائية في القارة العجوز. الطريف في الأمر، أن العلامات التجارية في أوروبا تستخدم مصطلحات ترويجية للمواد الغذائية المخلوطة بالتوابل مثل اكتشاف، واستكشاف، وكشف النقاب، لتحفيز الطلب من المستهلكين الفضوليين، فيما يبحث الأوروبيون عن التوابل الآسيوية والأسبانية، مثل الهالابينو، وفلفل البوبلانو، والزنجبيل، لخلطها مع مكونات ونكهات أكثر غرابة، بما في ذلك فاكهة التين، والهريسة، والبرتقال المر، ويكمن السببوراء تزايد شعبية المطبخ العرقي في أوروبا، في تزايد عدد السكان متعددي الثقافات مع ارتفاع عدد السكان المغتربين في دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، بما في ذلك الصينيين، والهنديين، والباكستانيين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان العاملين في الدول الأوروبية، بالإضافة إلى سفر بعض الأوروبيين إلى وجهات غريبة بدافع المغامرة. في المقابل، يقدر حجم سوق التوابل والبهارات في أميركا الشمالية ب4.2 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.2 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب 4.6 %، مدفوعاً بالطلب القوي على البهارات المخلوطة من مختلف الطبقات الأميركية لأنها مناسبة لظروفهم الحياتية، وذلك مثل الوجبات الخفيفة اللذيذة والوجبات الجاهزة، وفي الآونة الأخيرة، كان هناك اهتمام كبير بالخلطات التي تحتوي على بهارات الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في مطابخ أمريكا الشمالية،مثل مزيج الكركم والكزبرة ومشروبات التوابل الساخنة مثل الشمر واليانسون، وقد مهد القبول السائد للتوابل، الطريق للطلب الأميركي الناشئ على التوابل المطحونة والتوابل، مثل الزنجبيل، والفلفل، والثوم، والبصل، والتي اكتسبت شعبية كبيرة بين الأمريكيين خلال السنوات الأخيرة. وفي السعودية، تحظى التوابل والبهارات بقبول كبير لدى المستهلكين، وقد استوردت المملكة توابل بقيمة 111 مليون دولار في 2023، لتصبح سابع أكبر مستورد للتوابل في العالم، وتعتبر المنتج رقم 272 الأكثر استيرادًا في السعودية، وتأتي ورادات التوابل إلى السعودية بشكل أساسي من: باكستان (29.5 مليون دولار)، والهند (19.6 مليون دولار)، والإمارات (17.2 مليون دولار)، والصين (15.5 مليون دولار)، والولايات المتحدة (13.1 مليون دولار)، في المقابل، صدرت السعودية توابل بقيمة 2.5 مليون دولار في 2023، مما يجعلها في المرتبة 73 بين أكبر مصدري التوابل في العالم، وتعتبر التوابل المنتج رقم 377 بين المنتجات الأكثر تصديرًا في السعودية، والوجهة الرئيسية للصادرات السعودية تذهب إلى الكويت (مليون دولار)، والأردن (577 ألف دولار)، والإمارات(361 ألف دولار)، وعمان (278 ألف دولار)، والبحرين (162 ألف دولار)، وجزر المالديف (8.5 ألف دولار).