"الباركود" هل يقضي علي الغش في امتحانات الشهادة الاعدادية؟!

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الباركود" هل يقضي علي الغش في امتحانات الشهادة الاعدادية؟!, اليوم الأحد 28 أبريل 2024 03:33 صباحاً

كما أن هناك تعليمات بمراعاة قواعد الصياغة الفنية. للأسئلة الخاصة بامتحانات الشهادة الإعدادية ومراحل النقل. بحيث تكون واضحة ومحددة وغير قابلة للتأويل. والتدرج في مستويات الأسئلة والابتعاد عن التعقيد.

وخلال هذا الملف نفتح الحوار مع أولياء أمور طلبة الشهادة الإعدادية ورؤساء لجان امتحانات الشهادة الإعدادية وخبراء التربية. ونستعراض آرائهم ومقترحاتهم حول قرار وزير التربية والتعليم. هل "البار كود" ينهي ازمة الغش الإلكتروني؟!

وهل سيحقق العدالة بين طلاب الشهادة الإعدادية؟ في تأمين اللجان وتوفير بيئة عادلة للطلبة بحصولهم علي الدرجات المستحقة بناء علي تقييم عادل؟ 


المتحدث باسم "التعليم": اللجان مسئولية المديرية.. بكل محافظة

أكد شادي زلطة المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. أن اللجان تؤمن تأمينا جيدا. حيث أنها تخضع لإشراف ورقابة من قبل مديرية التربية والتعليم.بالتعاون مع المحافظات.

فكل مديرية من مديريات التربية والتعليم علي مستوي الجمهورية يوجد بها  غرف عمليات مركزية  والتي تقوم بمراقبة ما يحدث داخل اللجان للمراقبة العملية الامتحانية داخل لجان المحافظة. لضمان انتظام سير امتحانات الشهادة الإعدادية.

أضاف أن المحافظة تشرف علي المديريات التعليمية في كل محافظة علي مستوي الجمهورية فيما يتعلق بالإجراءات التأمينية أوراق الامتحانات.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم. أن هناك إجراءات تأمينية مشددة. لصناديق أوراق الامتحانات. بدءا من خروجها من المطابع.وصولا إلي اللجان الفرعية. تمهيدا لبدء توزيعها علي الطلبة. منوها إلي أن هناك تنسيقا كاملا بين المديرية والمحافظة علي مستوي الجمهورية فيما يتعلق بالإجراءات التأمينية.


أولياء الأمور يشيدون بالقرار.. ويطالبون بـ "البوكليت"

أشاد أولياء الأمور بتطبيق تقنية الباركود علي امتحانات الشهادة الإعدادية العام الجاري. مؤكدين أن ذلك في مصلحة الطلبة ويحقيق العدالة بين الطلبة في توفير الفرص العادلة للحصول علي الدرجات عن استحقاق. 

وذكر أولياء الأمور أن تقنية الباركود مهمة وتحد من فرص تسريب وتداول الامتحانات وان كان لن تمنعها. مناشدين وزارة التعليم بضرورة تشديد الرقابة علي اللجان. ومنع دخول الطلبة بالأجهزة الذكية او السماعات. كما طالب أولياء الأمور إستبعاد مدرسي الدروس الخصوصية من وضع الامتحانات وان تكون نظم الامتحانات بنظام  البوكليت  ويتم تعميمه علي جميع المديريات علي مستوي الجمهورية.

* رانيا صلاح ابراهيم علي    ولية أمر   : وضع باركود علي ورقة الطلاب سيردع الطلبة من تصوير الورقة خوفا من التعرف علي هوية من يقوم بالتسريب. ولكن الإجراء ليس كافيا لابد من التنويع في نماذج الأسئلة للطلاب داخل اللجان. بأن يكون هناك أكثر من نموذج a b c s الخ داخل اللجنة الواحدة.

أما عن تطبيق نظام "البوكليت"  في امتحانات الشهادة الإعدادية فأري أنه سوف يكون من الصعب جدا تطبيقه هذا العام نظرا لارتفاع أسعار الورق و هو نظام يتطلب عدد كبير من الورق. و لعدم تدريب واضعي الامتحان علي كيفية وضع أسئلة امتحان البوكليت مع مناسبة السؤال لعدد كلمات ومساحة معينة للحل !. او تدريب واضعي الامتحان من تنوع الأسئلة التعليمية والتي تقيس مستويات الفهم لدي الطلاب.. كما يجب ألا نعتمد علي مقياس "الكم" فقط. ولكن علي "الكيف" أيضا.والتنوع في الاسئلة بين اختياري ومقالي.

* حنان عبد السميع ولية أمر  : بالتأكيد نتضامن مع وزارة التربية والتعليم في اي قرار يحول دون انتشار الغش بين الطلبة واتفق مع وضع الامتحان بنظام "البوكليت". ويعمم علي جميع المديريات التعليمية علي مستوي المحافظات حتي يكون هناك عدالة بين الطلبة في كافة محافظات الجمهورية.

ولابد من تشديد الرقابة علي اللجان وعدم دخول اي طالب بحوزته اجهزة الموبايل باي شكل لمنع التصوير أو محاولة الغش. وتفعيل الكاميرات داخل اللجان. والتفتيش الذاتي للطالبات عن طريق المراقبات و للطلبة من خلال المراقبين.

* المهندس رضا عبد الناصر    مهندس اتصالات من المنوفية - ولي أمر   : ابني من اوائل المحافظة. والغش يوثر عليه سلبيا ويشعره بالقهر عندما يدخل اللجنة ويري نماذج للامتحانات بين أيدي زملائه عندما يتم تسريبها في أيدي الطلبة. خاصة وإنه طوال العام يذاكر ويجتهد ليري الظلم "البين" بينه كطالب مجتهد وطالب آخر قد يحصل علي الامتحان يطرق غير شرعية.وتحصل علي حقوق غير مشروعة.

وعلي الوزارة إن تشدد الرقابة علي اللجان وعلي المدرسين. وان تمنع مدرسي الدروس الخصوصية من وضع الامتحان. وان يخضع أصحاب المطابع للمساءلة القانونية حال تسريب الامتحان من الأجهزة الخاصة بها. 

* أشرف طنطاوي    ولي أمر من الجيزة   : اتمني ان يعمم نظام امتحان البوكليت في الشهادة الإعدادية علي جميع المدارس. بدءا من العام القادم مع وجود الباركود سيحد من ازمة تداول الامتحانات بين الطلبة بعد بدء موعد الامتحان الاصلي. يجب فرض رقابة مشددة علي مدرسي الدروس الخصوصية المعروفين وألا يكونوا أعضاء في لجان وضع الامتحانات.


رؤساء اللجان: الامتحانات لابد ان تكون مركزية.. ورقمية ببصمة الطالب

التقت " الجمهورية اون لاين" مع عدد من رؤساء اللجان بالقاهرة الكبري والمحافظات. وتحدثوا بكل صراحة عما يجري داخل اللجان واشترطوا عدم ذكر اسمائهم خوفا من الإجراءات القانونية ضدهم. وبداية أشادوا بجهود وزارة التربية والتعليم لمنع الغش مستعرضين بعض الخطط للقضاء نهائيا علي أي وسيلة من الممكن ان يستغلها ضعاف النفوس لتسريب وتداول الأوراق الامتحانية.

وأهم هذه الإجراءات هو التأكيد علي استخدام مطابع لا تحفظ صيغ الامتحانات في ذاكرتها. ومن الضروري أن يكتب المسؤولين إقرارا بمنع التسريب او التحويل للشئون القانونية للتحقيق مع المتسبب في ذلك.

كما طالب رؤساء اللجان بضرورة تفعيل الكاميرات ومراقبة العملية الامتحانية داخل اللجان وليس خارجها. ان نكون المراقبة علي الامتحانات العملية الامتحانية" مركزية "من قبل وزارة التربية والتعليم. كما اقترح البعض بأن تحول الامتحانات لتكون رقمية ببصمة الطالب ومراقبته من خلال الكاميرا.

قالت إحدي رؤساء اللجان أن الطلاب يستخدمون وسائل متنوعة في الحصول علي الامتحانات إما عن طريق الغش المباشر او غير المباشر لكي يحصلون علي درجات عالية في الامتحان. وذلك يكون بالتعاون مع جهات خارجية بالطرق غير المشروعة. مؤكدة أن الرقمنة واستخدام التكنولوجيا في مكافحة الغش ضروري جدا لمنع الغش من المنبع.

طالبت أن تقام الامتحانات باستخدام التكنولوجيا عن طريق الإنترنت. بان يكون لكل بصمته لدخول الامتحان مثل امتحانات icdl. إما بصمة اليد او العين  مثلا. والتحقق من هوية الطالب وإنه هو من يقوم بأداء الامتحان وليس شخصا آخر. وان يكون التصحيح إلكترونيا دون تدخل العنصر البشري.

كما طالبت بوضع نظام قانوني صارم يعاقب المتورط في الغش سواء من يقوم بالتسريب "عند حدوث ذلك " سواء معلم او طالب. او القائم علي البرنامج. او من وجد في المطابع. ايا كان المتسبب في حدوث ذلك.

ولابد من اختيار اعضاء لجان وضعي الامتحانات في كل مديرية من يتمتعون بالنزاهة والمصداقية والشفافية. 

قالت ان نظم التعليم الجديدة قائمة علي المهارات وليس الدرجات. وهذه المنظومة مطبقة. والعام القادم سوف تطبق علي كل صفوف التطوير.

فأصبحت النظم الحديثة تستند علي المهارات المكتسبة نواتج التعلم المبنية التفكير التحليلي الناقد.

ويري رئيس إحدي اللجان أن الامتحانات لابد أن تكون مركزية من وزارة التربية والتعليم. وموحدة. لانه من الممكن وبسهولة كبيرة ان يتم تسريب الامتحانات من الماكينات التي تقوم بطبع الامتحان مثلا . فهناك بعض المحافظات خاصة في امتحانات صفوف النقل. كثيرا ما نجد شكاوي حول تطابق الامتحانات بالأصلية وكذلك في امتحانات الشهادة الإعدادية ما يعرض الطلبة للظلم البين.

وهذا ما حدث خلال الاعوام الماضية وتم رصده ومعالجته من قبل المديريات قبل أن يتعرض الطلاب للظلم. فقامت المديريات بتغيير نسخ الامتحان الذي تردد عليها مثل هذه الشكاوي.

"ماكينات الطباعة" تقوم بحفظ الامتحان في ذاكرتها. فبعد طباعة العدد المحدد من النسخ من اوراق الامتحانات وتغليفها. تحتفظ ماكينات الطباعة بالرقم التسلسلي " السيريال نمبر " لكل امتحان ومن الممكن لأي شخص من المطابع ان يحصل علي الامتحان ويقوم بتسريبه وبسهوله. ويبيعه للطلبة قبل موعد الامتحان الاصلي.

وهناك البعض من رؤساء اللجان المدارس الإعدادية. يتعمدون في بعض الأحيان  ترك الطلبة خارج اللجان فترات زمنية حتي يتسني لهم الغش من مواقع التسريبات والغش الإلكتروني. فيقوم أحد الطلبة بعملية تداول وتصوير الامتحان داخل اللجنة وإرسالها علي هذه المجموعات ليقوم المعلم بإجابة الأسئلة. وبالتالي يعرف الطالب إجابات الأسئلة قبل دخول اللجنة.

أضاف أن ضعف شخصية بعض المراقبين في بعض اللجان في المناطق التي يعرف بها " الغش ". والتعود عليه حتي باتت من المتعارف عليه ان يساعد المراقب الطلبة في " عملية الغش ".

فيخاف المراقب من ردود افعال اهالي الطلبة عليه إذا لم يقم بالسماح لهم بالقيام بالغش. فهناك بعض اللجان في مناطق في محافظة الجيزة. و لجان عديدة في المناطق الريفية علي مستوي المحافظات.

وللتغلب علي هذه الازمات المتجذرة يري رئيس إحدي اللجان أنه لابد لرؤساء اللجان بان يتحلون بالشخصية القوية. ووجود التقدير المادي المناسب وتوفير إمتيازات و مكافآت مالية تليق بالمجهود الذي يقوم به الملاحظون والمراقبون حيث إن الملاحظين  يشعرون بنوع من "القهر الوظيفي" بعدم تقديرهم ماديا بإعطائهم مبالغ رمزية لا تليق بحجم المجهود الذي يقومون به ولا تغطي التكاليف الاساسية التي يتكبدها المراقب من مواصلات وخلافه.. فهناك من الملاحظين من يتقاضي 50 جنيها وهناك حد اقصي للمكافأة للبعض يصل إلي 200 جنيها فقط في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة الراهنة. ومنع دخول الموبايل نهائيا للمدرسين والطلاب.

طالب رئيس إحدي اللجان بضرورة تدريب المعلمين من خلال دورات تدريبية مكثفة حول تقوية الشخصية والذات وان تأمين الامتحانات تقوم عليها اجهزة مختصة من وزارة الداخلية وبالتالي تأمين المراقبين من تعرضهم لأي مكروه.

لابد من تزويد اللجان بكاميرات مراقبة داخل اللجان وليس خارجها. وجميع اللجان وليس البعض وترك البعض الآخر؟!. وان تعرض العملية الامتحانية علي الهواء مباشرة علي وزارة التربية والتعليم. مؤكدا أنه لمس بنفسه وجود كاميرات لا تعمل داخل اللجان التي أشرف عليها؟! والذي أنفق عليها مبالغ كبيرة لغرض التأمين.


خبراء التربية: مطلوب التركيز علي ترسيخ القيم الدينية حول تحريم الغش بكل وسائله

استعرض خبراء التربية مجموعة من الخطط قصيرة المدي وطويلة للمدي لتستعين بها وزارة التربية والتعليم للقضاء علي ازمة الغش في امتحانات الشهادة الإعدادية وغيرها. مطالبين باستغلال التجارب الناجحة في وسائل الإعلام مع علماء الأزهر في ترسيخ القيم الدينية حول تحريم الغش بكل وسائله. وان نزرع في الطالب منذ الصغر إن التعليم هو تحسين في المعرفة ومقاييس الأداء الوظيفي المبنية علي المهارات المكتسبة لابد من تشديد الرقابة والحزم بجدية وبقسوة. كل من ثبت قيامه بهذا الفعل وهو الغش سواء من ولي الأمر أو الطالب أو المعلم ذاته. وتجريم ذلك حتي يصبحون عبرة لمن لا يعتبر 

تقول د. مايسة فاضل ابو مسلم. أستاذ علم النفس التربوي. المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي. انه للاسف غاب المفهوم الأساسي للتعليم وأصبح التعليم في مصر مبني علي سباق علي الحصول علي الدرجات وليس تطوير في الفكر والمهارات ونواتج التعليم. وتقييم ذلك.. فأصبح التعليم سباق بين الطلبة في الحصول علي الدرجات وبغض النظر ما إذا كان الأسلوب مشروع ام لا.

أضافت أن الغش أسلوب مرفوض. ومن لديه القناعة والدافع سوف يقوم بعملية الغش مهما بذلت وزارة التربية والتعليم من مجهودات. كبيرة لدحض الغش. لان هناك شخصيات بين الطلبة في المجتمع بررت هذا الفعل بل وسعت للتفنن فيه. ووجدت مبررات لفعله بعيدا عن الوازع الديني والخلقي.  فأصبحت تتعود علي فكرة أن تحمد بما لا تفعل. فوجدنا نسب كبيرة من الطلبة في المجتمع المصري يتفننون في أساليب الغش. ويدفعون مبالغ مادية بموافقة الأهل للقيام بهذا الفعل المشين. 

طالبت د.مايسة بخطة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. خطة قصيرة المدي وخطط بعيدة المدي. حيث أنه من الصعب وضع عسكري علي كل طالب وردع كل طالب بعينه عن هذا الفعل. ولكن إعداد هذه الخطط والعمل بها سيسهم في القضاء علي المشكلة من جذورها. 

من الخطط بعيدة المدي ولكن هي الحل الجذري لهذه القضية. أننا لابد أن نزرع في الطالب منذ الصغر إن التعليم هو تحسين في المعرفة ومقاييس الأداء الوظيفي المبنية علي المهارات المكتسبة. 

وبالتالي نجد أن ضعف عامل الثقافة لدي الأهل والأهم ضعف الوازع الديني. 

والتنشئة الإجتماعية غير السليمة. حتي وجدنا أن المشكلة الأساسية تكمن في المفاهيم المغلوطة والمحرم علي أولياء الأمور ذاتهم من الدعاء لأولادهم قبل الذهاب إلي الامتحان    ربنا يرزقك يا ابني بالمراقبة ابن الحلال الي يساعدك في عملية الغش   . من " أولاد الحلال" الذين يقصدونها. هل من يسمحون بسرقة مجهود الآخرين؟ !!! لمساعدة أناس آخرين لم يبذلوا موجودا في الأصل. فيتم مساواتهم بالمجتهدين وتخريج للمجتمع أجيالا مغيبة دينيا وثقافيا بل متخلفة ورجعية؟! 

أوضحت أنه لدينا مشكلة كبيرة وهي تأصيل هذه الأفكار الشاذة بين اولادنا. والتنشئة "الحرام" الخاطئة لأولادنا. فمن "غش" في الامتحان في الصغر وتعود علي ذلك. سيقوم بذلك في الكبر عندما يمتهن وظيفة. ويكون عضوا فاسدا في المجتمع. مدرسا او طبيبا أو مهندسا... الخ.

طالبت د. مايسة بتزكية الوازع الديني. خاصة في المناطق التي يكثر فيها الغش وقد تكون في بعض الأحياء الراقية. وقد تكون في مناطق ريفية وفقيرة.؟!

ولابد من تكثيف الحملات التوعوية وتكثيف البرامج الدينية بمشاركة شيوخ الأزهر وترسيخ المفاهيم الدينية من خلال الخطاب الديني التوعوي. والمدرسين ايضا في المدارس قبل الامتحانات.

يؤكد د.تامر شوقي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس والتقويم التربوي جامعة عين شمس. أن مشكلة الغش الان امتدت لتشمل جميع الصفوف الدراسية وبعد أن كانت تسود فقط في امتحانات الثانوية العامة انتشرت في الأعوام الأخيرة في امتحانات الشهادة الإعدادية.  باعتبار أنها شهادات عامة تحدد بشكل كبير مستقبل الطالب التعليمي. ومع تطور العصر وانتشار التكنولوجيا في جميع مناحي الحياة تم توظيف التكنولوجيا في مجال التعليم والامتحانات بشكل خاطيء من خلال استخدامها في تسريب الامتحانات والغش الأمر الذي أضر بشدة بمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية بين الطلاب. ما بين لجان ينتشر بها الغش الإلكتروني. ولجان تحقق انضباط تام في الامتحانات. وفي سبيل ذلك بدأت وزارة التربية والتعليم اتخاذ خطوات لمنع الغش الإلكتروني في الشهادة الإعدادية من خلال استخدام الباركود علي ورق أسئلة كل طالب.

أضاف أن هذا الإجراء قد يقلل بشكل كبير من ظاهرة الغش الإلكتروني الا أنه لن يقضي تماما علي ظاهرة الغش في الشهادة الإعدادية لعدة أسباب منها. ارتفاع أعداد الطلاب في الشهادة الإعدادية سنويا وعجز إعداد المعلمين القادرين علي إحكام السيطرة علي لجان الامتحانات.

انهاك المعلمين في المراقبة خاصة في التيرم الثاني ما بين المراقبة علي امتحانات صفوف النقل ثم الشهادة الإعدادية ثم الثانوية في وقت قصير مما يقلل من كفاءتهم في المراقبة 

إمكانية اتباع الطلاب وسائل أخري لتسريب أسئلة الامتحان غير تصوير ورق الأسئلة وخاصة أن ورق الأسئلة سهل نقله وتسريبه في ضوء عدم اتباع نظام البوكليت. 

وجود بعض اللجان في بعض الأماكن والمناطق يخشي فيها المراقبون الابلاغ عن أي حالات غش لأسباب مختلفة.

إن الطالب الغشاش يمكنه استخدام وسائل آخري للغش بعيدا عن الغش الإلكتروني.

يري د.أحمد سلامة الخبير التربوي أنه تم استخدام تقنية الباركود لأوراق الأسئلة الخاصة بامتحانات الثانوية العامة ولم تجدي نفعا. بل لو نظرنا إلي حال الامتحانات منذ تلك اللحظة لوجدنا الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات أصبح أمرا اعتياديا مع كل امتحان. وقد أصبح التسريب بشكل أسهل وأبسط.

وإنني في أشد الاستغراب ممن يحاول أن يتفنن في محاولة "تلميع" البابل شيت بأن يتم وضع باركود مميز لكل امتحان علي حدي. فمن الطبيعي أن من يحاول التسريب سوف يقوم بتصوير الامتحان أو اجتزائه من منطقة الباركود ويستكفي فقط بعرض متن الأسئلة. وبالتأكيد هو بلا حاجة لعرض الباركود محاولا عدم الكشف عن هويته.

وأضاف أن أداء امتحانات الشهادة الإعدادية سيكون أكثر نفعا وأقل ضررا إن لم يكن معدوم الأضرار حال تم أداء امتحانات الشهادة الإعدادية علي نظام البوكليت بحيث يكون متن السؤال والجواب في نفس الورقة الامتحانية مع تعدد أنماط الأسئلة وتباينها بما يتناسب مع القدرات العقلية لتلك المرحلة العمرية. حيث إن تلك المرحلة يتناسب معها بشكل كبير الأسئلة الموضوعية التي يعبر فيها الطالب محصوله الدراسي الكيفي وليس الكم الذي لا طائل منه.

أقترح د. سلامة بأن تكون الاختبارات في المواد النظرية تحاكي الواقع المعاش بشكل أكبر. بحيث يعبر الطالب عن نتاجه الدراسي بشكل نستطيع من خلاله أن نكشف متوسط نتاج المجتمع الفكري والثقافي والاجتماعي وأثر ذلك في مجابهة المشكلات وإيجاد حلول واقعية لها. ولهذا فإن ما يساعدنا بشكل أكبر علي قياس ذلك هو البوكليت وليس البابل شيت.

أخيرا. ربما نستطيع من خلال تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية أن نغير في نمط الأسئلة أو ترتيب ووضع السؤال داخل كل ورقة امتحانية. وذلك أحد العوامل المهمة والرئيسة التي معها يستعصي ظاهرة تسريب الامتحانات أو الغش الإلكتروني

0 تعليق